إنشاء الجسور

إن تطور بناء الجسور كان متعلقاً بمستوى الإنتاج عبر العصور المختلفة، ولعل وقوع جزء من شجرة على طرفي جدول، هو الذي أوحى على الغالب للإنسان فكرة إنشاء ما يشبه الجسر، من أقدم الجسور المعروفة لنا اليوم هو جسر نهر مليس في تركيا والذي بني حوالي العام 850 قبل الميلاد.
عمد الإنسان قديماً إلى إنشاء جسور بدائية من جذوع الأشجال والنباتات المرنة، واستعملت الحبال لربطها بين طرفي واد أو نهر أو مجرى مائي، وعلق عليها وسادات خشبية للمرور عليها، ومع تطور وسائل الإنتاج والحاجة إلى تبادل السلع بين أفراد البشر، أصبح بناء الطرق والجسور ضرورياً، غير أن كثيراً من الطرق تعترضها أنهار أو وديان، الأمر الذي تطلب تغطية جزء من النهر بالجسور، وكانت هذه الجسور في البدء على شكل قناطر من الحجر أو جسوراً خشبية، ثم صارت تشيد من الحديد والخرسانة المسلحة وغيرها.
القدم البشرية – جسرنا اليوم:
خلال حياة الإنسان تضرب قدمه الأرض حوالي عشرة ملايين مرة! وعندما يقفز الإنسان من ارتفاع ما، يلقي على القدم ثقلاً أكبر بعشرات المرات من الأحمال الاعتيادية التي يتحملها القدم.
وحتى تقوم القدم بما عليها، يجب أن تكون ذات شكل وهيكل قوي، وعليه يجب أن تكون القدم مرنة حتى تتلائم مع السطح الذي تمشي عليه، فهي ذات مبنى مركب جداً ومكونة من 26 عظمة صغيرة و114 وتراً و20 عضلة. سر القدم موجود في مبدأ الأقواس والذي أخذت منه تكنولوجيا بناء جسور الأقواس.
عندما ننظر إلى بصمات أقدام البشر نرى أنواعاً مختلفة، وحسب صورة البصمة يمكن الاستدلال أي نوع قوس يوجد لذلك الإنسان، قوس مرتفعة أو متوسطة أو منخفضة.
الجسور Bridges:
هي عبارة عن مشآت تشكل جزءاً من الطريق، ليكون بديلاً عن الردميات الترابية في العوائق التي يمكن أن تكون مجارٍ مائية، كالأنهار والبحيرات، أو أودية عميقة يوجد صعوبة في ردمها، أو أن تكاليف ردمها تكون كبيرة أكثر من بناء الجسور بسبب ارتفاعها الكبير، تبنى الجسور أيضاً عند تقاطع ومفارق الطرق المزدحمة، لتسهيل المرور حيث يتم بناء جسور فوق بعضها في مستويين أو أكثر، كما هو مبين بالشكل التالي: